درس وسائل القرآن الكريم في تثبيت العقيدة الإسلامية

تعد وسائل القرآن الكريم في تثبيت العقيدة الإسلامية في نفس وقلب المسلم من أهم الركائز التي يرتكز عليها الإسلام ، وقد ظهر هذا بشكل واضح وجلي في معظم آيات القرآن الكريم.

شرح الكلمات :

الإيضاح والتحليل :

إذا تدبرنا القرآن الكريم وخاصة السور المكية، نجد أنه يستخدم وسائل كثيرة لتوضيح العقيدة السليمة وتصحيح الانحرافات التي يقع الناس فيها، والتي تبعدهم عن الهدي الرباني. ولتثبيت هذه العقيدة وتعميق أثرها في النفس الإنسانية اتخذ القرآن عدة وسائل، منها ما يلي :

1 –  إثارة الوجدان : يلفت القرآن الكريم نظر الإنسان إلى تدبر آيات الله في الكون، وإزالة التبلد الذي يقع في حس الإنسان من المشاهد المكررة. وذلك يشمل الحديث عن الكون بضخامته الهائلة ودقة معجزاته، وظاهرة الحياة والموت، وإجراء الأرزاق، وإجراء الأحداث، وقدرة الله، وعلم الله الشامل للغيب. كل ذلك بطريقة فذة تجعل الإنسان يستقبل هذه الأمور كأّنه يراها ويلاحظها لأول مرة، فينفعل وجدانه، ويستيقظ لحقيقة الربوبية.

2 –  إثارة العقل : ليتفكر في خلق الله، ويدرك أن لهذا الكون خالقا، وأنه لا يمكن أن يكون له شريك في الخلق ولا الرزق ولا في تدبير الأمور، وهذا يشمل كل الإشارات السابقة، ولكن بطريق آخر غير إثارة الوجدان والانفعال، وهو طريق التفكر والتدبر المنطقي. ويلاحظ أن الطريقتين كثيرا ما تقترنان معا في آيات كثيرة من آيات القرآن الكريم؛ فيخاطب الوجدان والعقل معا.من اللجوء إلى الله ونسيان الشركاء، ومن الغفلة والنسيان والبغي في الأرض بغير حق بمجرد زوال الأزمة ونجاته من الخطر. وهي حقيقة كثيرا ما ينساها الإنسان فيذكره القرآن الكريم بها ليصحح سلوكه تجاه الله، ويستقيم على العقيدة السليمة.

4 – مناقشة الانحرافات : التي يقع فيها الإنسان نتيجة لجهله، تارة بالدليل العقلي وتارة بالدليل الشرعي، ودحضها وبيان تفاهتها وعدم قيامها على دليل صحيح.

5 – التذكير بأن الله مع الإنسان : يراقبه ويراه ثم يحاسبه يوم القيامة على ما عمل من خير أو شر، وإشعار الإنسان بعلم الله الشامل الذي لا يغيب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا يخفى عليه من عمل الإنسان شيء.

6 – إيراد القصص التي تثبت الإيمان : بذكر الأنبياء وصبرهم على الأذى ونصر الله لهم في النهاية.

7 – رسم الصور المحببة للمؤمنين وصفاتهم : وما ينالهم من أجر وجزاء، والصور المنفرة للكافرين وما ينالهم من عقاب.

8 – التذكير الدائم بقدرة الله التي لا تحد : وعظمته وجلاله، حتى يخشع القلب ويستسلم لله رب العالمين.

الفوائد والإرشادات :

1 – يلفت القرآن الكريم نظر الإنسان لتدبر آيات الله في الكون.

2 – التذكير بأن الله مع الإنسان يراقبه ويراه ثم يحاسبه يوم القيامة على ما عمل من خير أو شر.

3 – تصحيح سلوك الإنسان تجاه الله، وأن يستقيم على العقيدة الإسلامية.

التقويم :

قال الله تعالى :  ( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ  ) [ الرعد/04 ]

اقرأ الآية ثم أجب عما يلي:

1 – استخدم القرآن وسائل كثيرة لتثبيت العقيدة في الّنفس البشرية. اذكر وسيلتين واشرحهما.

2 – بين وجه الإعجاز في خلق الله تعالى، معتمدا على نص الآية.

3 – استخرج ثلاث فوائد من هذا النص القرآني؟

الأجوبة :

1 – استخدم القرآن الكريم وسائل كثيرة لتثبيت العقيدة في النفس البشرية منها:

– إثارة العقل ليتفكر في خلق الله، وليدرك أن لهذا الكون خالقا، وأنه لا يمكن أن يكون له شريك في الخلق ولا الرزق ولا في تدبير الأمور.

– التذكير الدائم بقدرة الله التي لا ُتحد، وعظمته وجلاله.. حتى يخشع القلب ويستسلم لله رب العالمين.

2 – وجه الإعجاز في خلق الله من خلال نص الآية: أن ثمار الأرض تختلف في شكلها وملمسها وخاصة مذاقها، مع أنها تسقى من ماء واحد، ومعلوم أن الشيء الواحد لا ينتج متضادين، فلولا أن هناك قدرة إلهية تدخلت في هذا الصنع لما وجدنا هذا الاختلاف في الأكل.

3 – ثلاث فوائد من النص القرآني:

أ/ القرآن الكريم يعتمد البراهين العقلية لإثبات قدرة الله تعالى.

ب/ قدرة الله تعالى لا تحدها حدود ولا يعجِزها شيء.

ج /التأكيد على أن العقل هو أساس إدراك آيات الله في الكون.